وهو يشير بذلك إلى ارتفاع جهالة عينها برواية هؤلاء عنها؛ وكأنه يرد بذلك على ابن القطان؛ حيث قال -كما في "نصب الراية" (١/ ٢٠٥) -:
"لا يعرف حالها ولا عينها، ولا تعرف في غير هذا الحديث"! قال في "عون المعبود":
"وأجاب عنه في "البدر المنير"، فقال: ولا نسلِّم جهالة عينها، وجهالة حالها مرتفعة؛ فإنه روى عنها جماعة: كثير بن زياد والحكم بن عتيبة وزيد بن علي بن الحسين. ورواه محمد بن عبيد الله العزرمي عن الحسن عن مسة أيضًا؛ فهؤلاء رووا عنها، وقد أثنى على حديثها البخاري، وصحح الحاكم إسناده. فأقل أحواله أن يكون حسنًا. انتهى".
وقال الخطابي في "المعالم":
"وحديث مسة أثنى عليه محمد بن إسماعيل، وقال: مسة هذه أزدية (*).
واسم أبي سهل: كثير بن زياد؛ وهو ثقة؛ وعلي بن عبد الأعلى ثقة".
وقال النووي في "المجموع" (٢/ ٥٢٥):
"حديث حسن". ثم قال:
"وذهب بعض أصحابنا إلى تضعيف الحديث، وهو مردود؛ بل الحديث جيد كما سبق، وإنما ذكرت هذا لئلا يغتر به". وأقره الحافظ في "التلخيص" (٢/ ٥٧٤) قال:
"وأغرب ابن حبان، فضعفه بكثير بن زياد؛ فلم يصب".
والحديث أخرجه الحاكم (١/ ١٧٥) من طريق أخرى عن أحمد بن يونس ... به.
(*) سجل الشيخ هنا تاريخ انتهائه من دفتره الثاني: ٢٢/ ٦ / ١٣٦٩ هـ.