للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال أبو داود: "قال مالك (١): أني لأظن حديث ابن المسيب: "من ظهر إلى ظهر قال فيه: إنما هو: "من طهر إلى طهر"، ولكن الوهم دخل فيه، فقلبها الناس فقالوا: "من ظهر إلى ظهر".

ورواه مسور بن عبد الملك بن سعيد بن عبد الرحمن بن يربوع؛ قال فيه: "من طهر إلى طهر فقلبها الناس: "من ظهر إلى ظهر" (٢) ".

(قلت: وظن مالك هذا ليس بصحيح؛ مسور بن عبد الملك ليس بالقوي. وقد رواه يحيى بن سعيد القطان عن سمي باللفظ الأول: "من ظهر إلى ظهر" بالإعجام؛ أخرجه الدارمي بإسناد صحيح على شرط الشيخين. وتابعه سفيان عن سمي؛ وقد ذكر لفظه فيما سبق من الكتاب (رقم ٢٨٩). وهكذا صححه


(١) قول مالك هذا ليس في "الموطأ"! وهو ظن غير صحيح؛ كما سأذكر تاليًا.
والمسور هذا أورده الحافظ في "التهذيب" من أجل هذه الرواية، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا. وقال في "التقريب":
"مقبول". وفي "الميزان":
"مسور بن عبد الملك، حدث عنه معن القزاز؛ ليس بالقوي. قاله الأزدي".
فالظاهر أنه هذا! ثم تأكد ذلك لدي حين رجعت إلى "اللسان"؛ فإذا به يقول:
"وسمى ابن أبي حاتم جده سعيد بن يربوع، وذكر في الرواة عنه أيضًا ابن وهب وأشهب وعبد الله بن الحكم".
(٢) قال أبو الحسنات في "التعليق الممجد على موطأ محمد":
"قال ابن سيد الناس: اختلف فيه: فمنهم من رواه بالطاء المهملة، ومنهم من رواه بالظاء المعجمة. وقال ابن العراقي: المروي إنما هو بالإعجام، وأما الإهمال؛ فليس رواية مجزومًا بها.
وقال ابن عبد البر: قال مالك: ما أرى الذي حدثني به: "من ظهر" إلا وقد وهم.
وليس ذلك بوهم؛ لأنه صحيح عن سعيد، معروف من مذهبه، وقد رواه كذلك السفيانان عن سُمَيٍّ ... به بالإعجام".

<<  <  ج: ص:  >  >>