فقد قال الإمام أحمد (٦/ ٣٧٧): ثنا [أبو] المغيرة (ما بين المربعين ساقط من الطبعة القديمة من "المسند") قال: ثنا الأوزاعي قال: ثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري عن جدته أم سليم قالت:
كانت مجاورة أم سلمة زوج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ؛ فكانت تدخل عليها، فدخل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فقالت أم سليم: يا رسول الله! أرأيت إذا رأت المرأة أن زوجها يجامعها في المنام؛ أتغتسل؟ فقالت أم سلمة: تربت يداك يا أم سليم! فضحت النساء عند رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ! فقالت أم سليم: إن الله لا يستحيي من الحق، وإنا أنْ نسأل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عما أشكل علينا خيرٌ من أن نكون منه على عمياء-! فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ لأم سلمة:
"بل أنت تربت يداك! نعم يا أم سليم! عليها الغسل إذا وجدت الماء".
فقالت أم سلمة: يا رسول الله! وهل للمرأة ماء؟ ! فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ:
"فأنّى يشبهها ولدها؟ ! هن شقائق الرجال".
ورجال إسناده ثقات رجال الشيخين كلهم؛ وأبو المغيرة: اسمه عبد القدوس ابن الحجاج الخولاني.
وسكت عليه الحافظ في "الفتح"(١/ ٣٠٩). وأعله الهيثمي في "مجمع الزوائد" بالانقطاع؛ فقال (١/ ٢٦٨):
"وإسحاق لم يسمع من أم سليم"!
قلت. لكن دلت الرواية الأولى على أن إسحاق إنما رواه عن أنس، وهو عن أمه أم سليم، وقد صرح بسماعه من أنس في رواية عكرمة بن عمار عنه بهذا الحديث؛ دون قوله:"هن شقائق الرجال".