قلت: وهذا محتمل، ولكنها لا تنفي ما استظهرناه؛ لأن الروايات السابقة يصح أن يقال فيها أيضًا: إنها عن علي رضي الله عنه؛ ولكنها عنه أنه أرسل المقداد ... فيحتمل أن تكون هذه مثلها.
ويؤيده قول المصنف عقبها:
"ورواه ابن إسحاق عن هشام بن عروة عن أبيه عن المقداد عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ... لم يذكر: "أنثييه" ... ".
فإنها لا تنفي أيضًا أن يكون علي قد أرسل المقداد؛ بل هذا مما ثبت في هذه الرواية نفسها؛ فقد وصلها أحمد (٤/ ٧٩ و ٦/ ٢) فقال: حدثنا يزيد بن هارون: أنا محمد بن إسحاق ... به؛ بلفظ: قال:
قال لي علي: سل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عن الرجل يلاعب أهله؛ فيخرج منه المذي من غير ماء الحياة؛ فلولا أن ابنته تحتي لسألته! فقلت: يا رسول الله! الرجل يلاعب أهله ... إلخ.
وأما عدم ذكر ابن إسحاق:"أنثييه"؛ فليس ذلك بعلة، بعد أن اتفق جماعة من الثقات الحفاظ على إثباتها في الحديث عن هشام بن عروة، كما أنها وردت من الطريق الأولى عن علي (رقم ٢٠١) في بعض الروايات كما بينا هناك.
وقد وجدت له طريقين آخرين: أخرج أحدهما: أبو عوانة (١/ ٢٧٣) من طريق عَبِيدة السلماني عن علي بن أبي طالب قال:
كنت رجلًا مَذَّاءً ... الحديث وفيه: فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "يغسل أنثييه وذكره، ويتوضأ وضوءه للصلاة".