قلت: يعني: مطيع بن راشد هذا. وقال الحافظ في "تهذيب التهذيب": "قلت: وقال أبو داود: أثنى عليه شعبة". قال في "عون المعبود":
"فدلالة شعبة لزيد على مطيع بن راشد لأخذ الحديث منه؛ تدل على أن شعبة كان حسن الرأي في مطيع بن راشد؛ وإلا لم يدل على من كان مستور الحال أو ضعيفًا عنده. قال السيوطي: قال الشيخ ولي الدين: ومطيع بصري. قال الذهبي: إنه لا يعرف. لكن قال زيد بن الحباب: إن شعبة دلَّه عليه؛ وشعبة لا يروي إلا عن ثقة؛ فلا يدل إلا على ثقة، وهذا هو المقتضي لسكوت أبي داود عليه. انتهى".
قلت: ويؤيد ذلك ما نقلناه آنفًا عن "التهذيب" من ثناء شعبة عليه. ولذلك سكت المنذري عليه في "مختصره"(رقم ١٨٥). وقال الحافظ في "الفتح"(١/ ٢٥٠):
"إسناده حسن". والله سبحانه وتعالى أعلم.
وأما سائر رواة الإسناد؛ فثقات مشهورون من رجال الشيخين.
وقد قوّاه ابن شاهين؛ حيث قال الحافظ:
"وأغرب ابن شاهين فجعل حديث أنس ناسخًا لحديث ابن عباس (يعني: الذي في الباب قبله)؛ ولم يذكر من قال فيه بالوجوب؛ حتى يحتاج إلى دعوى النسخ".
قلت: ولولا أن ابن شاهين يرى أن الحديث قوي ثابت؛ لما ادّعى أنه ناسخ؛ وهذا بَيِّنٌ لا يخفى!