"وكلا الحديثين مرسل، ويقال: لم يسمع الأعمش من أنس ولا من أحد من أصحاب النّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد نظر إلى أنس بن مالك قال: رأيته يصلي ... فذكر عنه حكاية في الصلاة". قال المنذري:
"وذكر أبو نعيم الأصبهاني أن الأعمش رأى أنس بن مالك، وابن أبي أوفى وسمع منهما، والذي قاله الترمذي هو المشهور".
قلت: لكن الحديث صحيح إن شاء الله تعالى؛ فقد أخرجه البيهقي من طريق أحمد بن محمد بن أبي رجاء المِصيصِي -شيخ جليل-: ثنا وكيع: ثنا الأعمش عن القاسم بن محمد عن ابن عمر مرفوعًا بلفظ:
كان إذا أراد الحاجة تنحى، ولا يرفع ثيابه ... إلخ.
وهذا إسناد صحيح: القاسم بن محمد: هو ابن أبي بكر الصديق؛ وهو ثقة حجة لا يسأل عن مثله.
والمصيصي هذا: هو ابن عبيد الله بن أبي رجاء؛ وهو ثقة، كما قال النسائي.
وقال مرة:
"لا بأس به".
وذكره ابن حبان في "الثقات".
وقد أشار السيوطي في "الجامع" لصحته، كما قال المناوي.
(تنبيه): قال في "عون المعبود": "يوجد في بعض النسخ -بعد قول المؤلف: "وهو ضعيف"- هذه العبارة: "قال أبو عيسى الرملي: حدثناه أحمد بن الوليد: ثنا عمرو بن عون: أخبرنا عبد السلام ... به".
قلت: أبو عيسى: هو إسحاق -ورّاق أبي داود-، وهذه إشارة من الرملي إلى