إسناده: حدثنا علي بن بَحْرٍ: ثنا حاتم بن إسماعيل: ثنا محمد بن عجلان عن نافع عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
قلت: وهذا إسناد حسن، وهو عين إسناد الرواية الأولى؛ إلا أنه فيها جعله من (مسند أبي سعيد)، وفي هذه جعله من (مسند أبي هريرة)، ومدارهما على ابن عجلان، وقد عرفت ما فيه من الضعف اليسير، والظاهر أن هذا الاختلاف منه، فقد تكلموا في روايته عن سعيد المقبري وعن نافع، وهذه عن نافع كما ترى.
وقد كنت نقلت في "الإرواء"(٨/ ١٠٦) عن يحيى أنه وصفه بأنه مضطرب الحديث عن نافع.
ومما يؤكد ذلك: أنني رأيته قد رواه على وجه ثالث، فقال البزار (١٦٧٣): حدثنا إبراهيم بن المستمر: ثنا عُبَيْسُ بن مرحوم: ثنا حاتم بن إسماعيل ... به إلا أنه جعله من (مسند ابن عمر)!
وقد كنت جعلته هناك شاهدًا لحديث الباب؛ اغترارًا بقول الهيثمي:
"ورجاله رجال "الصحيح"؛ خلا عُبَيْسِ بن مرحوم، وهو ثقة"!
والآن تبين لي أنه لا يصلح شاهدًا؛ لأن مداره على ابن عجلان! وهذا من فوائد الرجوع إلى الأصول، فبها تتجلى الحقائق لكل ذي بصيرة في هذا العلم الشريف، ولكني أقول كما قلت هناك: أن هذا الاضطراب لا يؤثر في صحة الحديث؛ لأنه تردد بين صحابي وآخر، وكلهم عدول؛ والله أعلم.
ولا سيما وله شاهد من حديث عمر، وسنده صحيح. وبالله التوفيق.