٢٠٧٢ - قال أبو داود:"رواه ابن جريج عن الزهري ... على لفظ مالك: أن رجلًا أفطر ... وقال فيه: "أو تعتق رقبة، أو تصوم شهرين، أو تطعم ستين مسكينًا".".
(قلت: وصله مسلم، وهذه الرواية كالتي قبلها مُجْمَلَةٌ، بخلاف الرواية الأولى والتي بعدها؛ فإنهما مفصَّلتان، بيَّنتا أن الإفطار كان بالجماع، وأن الكفارة على الترتيب لا التخيير).
قلت: وصله مسلم والطحاوي وأحمد (٢/ ٢٧٣).
وإن الرواة اختلفوا في هذه القصة في أمرين اثنين:
الأول: في تحديد ما أفطر به الرجل:
فذكر سفيان بن عيينة ومعمر وغيرهما أنه أفطر بالجماع.
وخالفهما مالك وابن جريج فأطلقا ولم يذكرا الجماع.
والآخر: في الكفارة بالخصال الثلاث: فرتَّبَ بينها الأولان. وخَيَّرَ بينها الآخران ولكل من الفريقين متابعون.
لكن الفريق الأول متابعوه أكثر، وقد ساق أسماءَهم الإمام الدارقطني في "سننه"؛ فبلغ عددهم قرابة ثلاثين شخصًا، فروايتهم أرجح، لا سيما ومعهم زيادة علم، ومن عَلِمَ حُجَّةٌ على من لم يعلم.
وثَمَّةَ مُرَجِّحاتٌ أخرى، ذكرها العلامة ابن قيم الجوزية في "التهذيب"(٣/ ٢٧٢)، ثم الحافظ ابن حجر في "الفتح"(٤/ ١٣٥)، فليرجع إليهما من شاء التفصيل.