وأعله ابن القطان بأنه مشكوك في اتصاله! وزعم أنه وقع في إسناد المصنف: أنبأنا عبد الأعلى بن حماد أظنه عن حماد ... إلخ؛ حكاه عنه ابن القيم في "التهذيب"(٣/ ٢٢٣)!
وهو خطأ ظاهر؛ فإنه ليس عند المصنف كلمة:(أظنه)، ولا عند غيره ممن أخرج الحديث، حتى عند الدارقطني الذي أخرجه من طريقه كما يأتي.
والحديث أخرجه الدارقطني في "سننه"(ص ٢٣١): حدثنا محمد بن يحيى ابن مرداس: ثنا أبو داود: ثنا عبد الأعلى: ثنا حماد ... به. وقال:
"قال أبو داود: وأسنده روح بن عبادة كما قال عبد الأعلى".
قلت: وفي قول المصنف هذا أكبر دليل على خطأ التشكيك الذي نسبه ابن القطان للمصنف؛ فإنه لو كان ذلك ثابتًا عنده؛ لم يصح منه هذا القول؛ إذ إنَّه لا يلتقي الشك مع الجزم بأن عبد الأعلى أسنده كما أسنده روح بن عبادة، وهذا بَيِّنٌ لا يخفى على أحد إن شاء الله.
ولو فرض ثبوت شك عبد الأعلى فيه؛ فلا يضر ذلك في وصله؛ لأنه قد رواه جماعة آخرون من الثقات عن حماد بن سلمة ... به: أخرجه الحاكم (١/ ٢٠٣ و ٢٠٥)، والبيهقي (٤/ ٢١٨)، وأحمد (٢/ ٤٢٣ و ٥١٠). وقال الحاكم:
"صحيح على شرط مسلم"! ووافقه الذهبي!
وأخرجه الحاكم (١/ ٤٢٦) من طريق الحسن بن سفيان: ثنا عبد الأعلى بن حماد ... به.
وهذه متابعة قوية للمؤلف رحمه الله تعالى.
ولحماد فيه شيخ آخر، فقال أحمد: ثنا روح: ثنا حماد عن عمار بن أبي عمار