كان الرجل إذا صام فنام؛ لم يأكل إلى مثلها، وإن صِرْمَةَ بن قَيْسٍ الأنصاري أتى امرأته وكان صائمًا، فقال: هل عندك شيء؟ قالت: لا، لعلِّي أذهب فأطلبَ لك، فذهبت، وغَلَبَتْهُ عَيْنُهُ، فجاءت فقالت: خَيْبَةً لك! فلم ينتصف النهار حتى غُشِيَ عليه، وكان يعمل يَوْمَهُ في أرضه، فَذُكِرَ ذلك للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ؟ فنزلت:{أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ ... } قرأ إلى قوله: {من الفجر}.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري. وصححه الترمذي).
إسناده: حدثنا نصر بن علي بن نصر الجَهْضَمِيُّ: أخبرنا أبو أحمد: أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ لولا أن أبا إسحاق -وهو السبيعي- مدلس، وكان اختلط.
وإسرائيل حفيده، وقد توبع كما يأتي؛ وليس فيهم سفيان وشعبة.
لكن الحديث قوي بما قبله وغيره؛ مما أشرت إليه آنفًا.
والحديث أخرجه البخاري (٤/ ١٠٣ - ١٠٥)، والترمذي (٢٩٧٢)، والدارمي (٢/ ٥)، والبيهقي (٤/ ٢٠١)، وأحمد (٤/ ٢٩٥)، وابن جرير في "التفسير"(٢٩٣٨ و ٢٩٣٩) من طرق أخرى عن إسرائيل ... به. وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
ثم أخرجه البخاري (٨/ ١٤٦)، والنسائي (١/ ٣٠٥)، وأحمد أيضًا من