كفيه، ثمّ غسل وجهه، ثمّ حسر عن ذراعيه؛ فضاق كُمَّا جُبَّته، فأدخل يديه فأخرجهما من تحت الجبة، فغسلها إلى المرفق، ومسح برأسه، ثمّ توضأ على خفيه؛ ثمّ ركب، فأقبلنا نَسِيرُ حتى نَجِد الناس في الصلاة قد قدّموا عبد الرحمن بن عوف، فصلّى بهم حين كان وقت الصلاة؛ ووجدنا عبد الرحمن وقد ركع بهم ركعة من صلاة الفجر، فقام رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ؛ فصفّ مع المسلمين فصلّى وراء عبد الرحمن بن عوف الركعة الثانية، ثمّ سلّم عبد الرحمن، فقام رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ في صلاته، ففزِع المسلمون؛ فأكثروا التسبيح؛ لأنهم سَبقوا النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بالصلاة، فلما سلّم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قال لهم:
"قد أصبتم -أو قد أحسنتم-".
(قلت: إسناده صحيح. وأخرجه مسلم، وأبو عوانة في "صحيحيهما".
وقال أبو حاتم: إنه أصح حديث في الباب).
إسناده: حدثنا أحمد بن صالح: ثنا عبد الله بن وهب: أخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب: حدثني عباد بن زياد.
وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ غير أحمد بن صالح؛ فهو على شرط البخاري وحده؛ وقد ذكر ابن أبي حاتم في "العلل"(١/ ٣٣ / رقم ٦٥) أنه أصح حديث في الباب.
والحديث أخرجه ابن حبان في "صحيحه"(٣/ ٣٢٠ / ٢٢٢١ - الإحسان) من طريق حرملة بن يحيى قال: ثنا ابن وهب ... به.
وأخرجه مسلم وأبو عوانة في "صحيحيهما"، وكذا ابن خزيمة (٣/ ٩ / ١٥١٥)،