وهذا شاهد قوي لحديث الحجاج، وإن كان يختلف عنه في اللفظ؛ فإن هذا من فعله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وذاك من قوله.
لكن له شاهدان آخران من قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ:
أحدهما: من حديث ابن عباس ... مرفوعًا مثله: أخرجه أحمد بإسناد رجاله ثقات كلهم؛ إلا أنه منقطع كما بينته في "الصحيحة"(٢٣٩).
والآخر: من حديث أم سليمة ... مرفوعًا مثله أيضًا؛ وفيه زيادة سيأتي الكلام عند تخريج حديثها في "باب الإفاضة في الحج" رقم (١٧٤٥).
وله شاهد آخر، يتردد النظر بين أن يكون من فعله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أو قوله؛ وهو ما أخرجه الحاكم (١/ ٤٦١)، وعنه البيهقي (٥/ ١٢٢) من حديث عبد الله بن الزبير رضي الله عنه قال:
من سنة الحج: أن يصلِّيَ الإمام الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والصبح بمنى .. فإذا رمى الجمرة الكبرى؛ حَلَّ له كل شيء إلا النساء والطيب؛ حتى يزور البيت. وقال الحاكم:
"صحيح على شرط الشيخين"! ووافقه الذهبي!
وهو خطأ بين؛ فإن فيه إبراهيم بن عبد الله -وهو ابن بشار الواسطي، الراوي عن يزيد بن هارون- ترجمه الخطيب (٦/ ١٢٠). ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.
لكن أخرجه ابن خزيمة (٢٨٠٠) من غير طريقه.
فلعل قوله: والطيب .. وهم منه، كما تدل عليه سائر الأحاديث؛ فإنه موقوف على عمر، الذي ردته عائشة، فيكون قد دخل عليه حديث في حديث ويؤيده أن