عَمِلْنَا به- فأهَلَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بالتوحيد:
"لَبَّيْكَ اللهمَّ! لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك".
وأهلَّ الناس بهذا الذي يُهِلُّون به، فلم يَرُدَّ عليهم رسولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ شيئًا منه، ولَزِمَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ تَلْبِيتَهُ.
قال جابر: لسنا ننوي إلا الحج، لسنا نعرف العمرة، حتى إذا أتينا البيت معه؛ استلم الرُّكْنَ، فَرَمَلَ ثلاثًا، ومشى أربعًا، ثم تقدَّم إلى مقام إبراهيم فقرأ:(واتَّخذُوا مِنْ مَقَامِ إبراهيم مُصَلّىً)، فجعل المقام بينه وبين البيت. قال: فكان أبي يقول -قال ابن نُفَيْلٍ وعثمان: ولا أعلمه ذكره إلا عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ. قال سليمان: ولا أعلمه إلا قال-: كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يقرأ في الركعتين بـ: (قل هو الله أحد)، و:(قل يا أيها الكافرون)، ثم رجع إلى البيت، فاستلم الركن، ثم خرج من الباب إلى الصفا، فلما دنا من الصفا؛ قرأ:
" (إن الصفا والمروة من شعائر الله)، نبدأ بما بدأ الله به"؛ فبدأ بالصفا، فَرَقِيَ عليه حتى رأى البيت، فكبَّرَ الله ووحَّده، وقال:
"لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، وهو كل على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده". ثم دعا بين ذلك، وقال مثل هذا ثلاث مرات، ثم نزل إلى المروة، حتى إذا انصبَّتْ قدماه؛ رَمَلَ في بطن الوادي، حتى إذا صَعِدَ؛ مشى، حتى أتى المروة، فصنع على المروة مثل ما صنع على الصفا، حتى إذا كان آخرُ الطوافِ على المروة؛ قال: