قال: صدقوا؛ قد طاف رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بين الصفا والمروة على بعيره. وكذبوا؛ ليس بسنة؛ كان الناس لا يُدْفَعونَ عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ولا يُصْرَفُونَ عنه، فطاف على بعير؛ ليسمعوا كلامه، وليروا مكانه، ولا تنالَهُ أيديهم.
(قلت: حديث صحيح. أخرجه مسلم وأبو نعيم في "مستخرجه" عليه نحوه).
إسناده: حدثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل: ثنا حماد: ثنا أبو عاصم الغَنَوِيُّ عن أبي الطفيل.
قلت: وهذا إسناد رجاله على شرط مسلم؛ غير أبي عاصم، لم يرو عنه غير حماد -وهو ابن سلمة- ولم يوثقه أحد غير ابن معين.
ولكنه قد تابعه الجريري عن أبي الطفيل ... نحوه، وهو مخرج في "الإرواء"(١١١٨).
وتابعه سعيد بن جبير عن ابن عباس ... بالرمل نحوه، وهو الآتي بعده.
١٦٤٨ - وفي طريق أخرى عنه قال:
قَدِمَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ مكة؛ وقد وَهَنَتْهم حُمَّى يَثْرِبَ، فقال المشركون: إنَّه يَقْدَمُ عليكم قوم وقد وَهَنَتْهُمُ الحمى، ولَقُوا منها شَرًّا، فأطلع الله نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ على ما قالوه، فأمرهم أن يَرْمُلُوا الأشواطَ الثلاثةَ، وأن يمشُوا بين الركنين، فلما رأوهم رَمَلُوا قالوا: هؤلاء الذين ذكرتم أن الحمى قد وهنتهم؟ ! هؤلاء أجلد منا!
قال ابن عباس: ولم يأمرهم أن يَرْمُلوا الأشواط كلها؛ إلا إبقاءً عليهم.