والحديث في "المسند"(٤/ ١٣٢) بهذا السند واللفظ؛ وزاد في آخره: وغسل رجليه ثلاثًا ثلاثًا.
والحديث قال النووي (١/ ٤١١) والحافظ (١/ ٤٢٧):
"وإسناده حسن". وقال الشوكاني (١/ ١٢٥):
"إسناده صالح، وقد أخرجه الضياء في "المختارة" ... ".
(تنبيه): يلاحظ أن المضمضة في هذا الحديث وقعت بعد غسل الذراعين.
نعم؛ وقعت في النسخة التازية -المطبوعة في مصر- بعد غسل الكفين؛ كما في سائر الأحاديث، لكن الصواب في هذا الحديث: الأول؛ لأمرين:
الأول: أنه كذلك وقع في النسخة التي عليها شرح "عون المعبود".
الثاني: أن الحديث في "المسند" كما سبق، وقد جاءت فيه المضمضة بعد الذراعين؛ وعلى هذا قال السيوطي -كما في "العون"-:
"احتج به من قال: الترتيب في الوضوء غير واجب؛ لأنه أخر المضمضة والاستنشاق عن غسل الذراعين وعطف عليه بـ (ثمّ). قلت: هذه رواية شاذة، لا تعارض الرواية المحفوظة التي فيها تقديم المضمضة والاستنشاق على غسل الوجه"!
قلت: إن كان يعني بالرواية المحفوظة من هذا الحديث كما هو الظاهر؛ فإني لم أقف عليها فيما عندي من كتب السنة؛ غير ما علمت من اختلاف نسخ "السنن"؛ فلعل السيوطي وقف على النسختين؛ فرجّح النسخة الأولى؛ لموافقتها لسائر الأحاديث.
وقد رأيت الزيلعي نقل الحديث (١/ ١٢) عن المصنف موافقًا لها، فدل ذلك على أن النسخ مختلفة، لكن الراجح النسخة الأخرى؛ لما ذكرنا من موافقتها