"هذا حديث حسن غريب. وروى شريك هذا الحديث عن أبي إسحاق عن بريدة عن أبيه. وإنما أخذه أبو إسحاق الهمداني عن مالك بن مغول، وإنما دلسه".
قلت: وصله الطحاوي في "مشكل الحديث"(١/ ٦١) عن شَرِيك بن عبد الله عن أبي إسحاق ومالك بن مغول عن ابن بريدة ... به.
وأخرجه الحاكم (١/ ٥٠٤)؛ ولم يذكر فيه مالكًا، وصححه على شرط مسلم!
ثم وجدت لعبد الرحمن بن خالد الرقي -شيخ المؤلف في إسناده الثاني- متابعًا قويًّا، فقال ابن حبان في "صحيحه"(٨٨٩ - الإحسان): أخبرنا أبو العباس أحمد بن عيسى بن السُّكَيْنِ البَلَدي -بواسط- قال: حدثنا أبو الحسبن أحمد بن سليمان بن أبي شيبة الرَّهَاوي قال: حدثنا زيد بن الحُبَاب قال: حدثنا مالك بن مغول ... به؛ وزاد في آخره:
وإذا رجل يقرأ في جانب المسجد، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ:
"لقد أُعْطِيَ مزمارًا من مزامير آل داود"؛ وهو عبد الله بن قيس.
قال: فقلت له: يا رسول الله! أُخْبِرُهُ؟ فقال:
"أخْبِرْهُ". فأخبرت أبا موسى، فقال: لن تزال لي صديقًا.
قلت: وهذا إسناد صحيح إلى زيد بن الحباب؛ الرهاويُّ ثقة حافظ من شيوخ النسائي.
وأبو العباس البلدي ثقة أيضًا، مات سنة (٣٢٣)، كما في "تاريخ بغداد"(٤/ ٢٨٠ - ٢٨١).