تسعُ ركعاتٍ يا بُنَيَّ! ولم يقم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ليلة يُتِمُّها إلى الصباح، ولم يقرأ القرآن في ليلة قطُّ. ولم يَصُمْ شهرًا يتِمُّه غير رمضان، وكان إذا صلى صلاة داوم عليها، وكان إذا غلبته عيناه من الليل بنوم؛ صلى من النهار ثِنْتَيْ عَشْرَةَ ركعةً.
قال: فأتيتُ ابن عباس فحدَّثته. فقال: هذا -والله- هو الحديث، ولو كنت أكلِّمها؛ لأتيتها حتى أُشافِهَهَا به مشافهةً! قال: قلَت: لو علمت أنك لا تكلِّمها ما حدَّثتك!
(قلت: إسناده صحيح، رجاله رجال "الصحيح". وقد أخرجه مسلم في "صحيحه"، وكذا أبو عوانة؛ دون قوله: قال: قلت: لو علمت ... ).
إسناده: حدثنا حفص بن عمر: ثنا همام: ثنا قتادة عن زُرَارة بن أوفى عن سعد بن هشام.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير أن مسلمًا لم يخرج لحفص بن عمر -وهو أبو عمرو الحَوْضِي-، وهو ثقة ثبت.
والحديث أخرجه مسلم (٢/ ١٦٨ - ١٧٠)، وأبو عوانة (٢/ ٣٢١ - ٣٢٥)، والنسائي (١/ ٢٣٧)، وابن نصر في "قيام الليل"(ص ٤٨)، وأحمد (٦/ ٥٣) من طرق عن قتادة ... به؛ وعند مسلم زيادة إعداد السواك له.
وتابعه الحسن البصري عن سعد بن هشام ... به نحوه.
أخرجه أحمد (٦/ ٢٣٥)؛ وصرح الحسن بالتحديث في رواية عنده (٦/ ١٦٨). وسيأتي في الكتاب (١٢٢٣).