وقريب منه سلم بن جعفر؛ بل هو خير منه، فقد وثقه جماعة، ولم يجرحه أحد سوى الأزدي، فقال:
"متروك"!
فلا يسمع هذا منه؛ لأنه نفسه متكلم فيه، فكيف يقبل منه الجرح بدون بينة؟ ! ولا سيما مع مخالفته للأئمة الذين أشرنا إليهم، ومنهم الترمذي الذي حسن حديثه هذا كما يأتي، وتبعه السيوطي في "الجامع الصغير". وأما قول المناوي في "شرحه" -بعد أن ذكر قول الترمذي في تحسينه-:
"واغتر به المؤلف فرمز لحسنه؛ غفولًا عن تعقب الذهبي له في "المهذب" بأن إبراهيم واهٍ، وعن قول جمع: سلم بن جعفر لا يحتج به"!
فهو مردود؛ لأن سلمًا لم يتكلم فيه غير الأزدي فقط؛ على ما فيه مما بينا.
وأما إبراهيم -وهو ابن الحكم بن أبان- فهو واهٍ حقًّا، ولكن ذلك لا يضر الحديث؛ لأنه متابع لسلم بن جعفر كما يأتي.
ثم هو ليس في رواية المصنف، ولا في رواية الترمذي كما سترى؛ خلافًا لما صرح به المناوي غفر الله لنا وله!
والحديث أخرجه البيهقي (٣/ ٣٤٣) من طريق المصنف.
وأخرجه الترمذي (٤/ ٣٦٦ - تحفة) فقال: حدثنا العباس العنبري: نا يحيى ابن كثير العنبري: أبو غسان: نا سلم بن جعفر: -وكان ثقة-عن الحكم بن أبان ... به. وقال:
"هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه".
ثم أخرجه البيهقي من طريق إبراهيم بن الحكم بن أبان: حدثني أبي ... به.