وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ غير أبي نعامة -واسمه قيس بن عبَاية الحنفي الرُّمَّاني-، وهو ثقة اتفاقًا.
وحماد: هو ابن سلمة.
والحديث أخرجه الحاكم والبيهقي -من طريق موسى بن إسماعيل-، وأخرجه ابن ماجة (٢/ ٤٣٩ - ٤٤٠)، وابن حبان (١٧١)، وأحمد (٤/ ٨٧ و ٥/ ٥٥) -من طرق- عن حماد بن سلمة ... به. وقال الحاكم:
"صحيح".
وتعقبه الذهبي بقوله:
"فيه إرسال"! !
ولم يظهر لي وجهه؛ فإن أبا نعامة هذا لم يرم بتدليس؛ ولقاؤه لابن مغفل ممكن؛ فإن هذا مات نحو المستين من الهجرة، وذاك فيما بعد سنة عشر ومائة، فبين وفاتيهما نحو خمسين سنة، وليس لدينا دليل ينفي أن يكون أبو نعامة عاش أكثر من هذه المدة حتى لا يمكن له السماع من ابن مغفل! ولذلك صحح الحديث النووي في "المجموع"؛ (٢/ ١٩٠)، فقال:
"رواه أبو داود بإسناد صحيح". وقال الحافظ في "التلخيص"(٢/ ١٩١):
"وهو صحيح؛ رواه أحمد، وابن ماجة، وابن حبان، والحاكم وغيرهم".
قلت: وليس عند ابن ماجة فيه الاعتداء في الطهور.
وكذلك روي من طريق أخرى عن أبي نعامة، كما سيأتي في آخر الصلاة (١٣٣٠).