وسليمان بن داود هذا: هو أبو داود الطيالسي صاحب "المسند" الذي يرويه عنه يونس بن حبيب، وقد روى هذا الحديث عنه برقم (١٠٩٩) فقال: ثنا أبو داود قال: ثنا شعبة ... به.
وأبو داود هذا معروف بكثرة روايته عن شعبة، فالظاهر أنه رواه عن شعبة بالواسطة أيضًا.
ثمّ إننا لا نرى مانعًا من صحة الحديث عن أم عمارة وابن زيد معًا؛ فإن الراوي عنهما ثقة حجة، وكذا من رواه عنه، فلا وجه لترجيح إحدى الروايتين على الأخرى.
وقد صحح كلًّا منهما بعض الأئمة؛ ففي "التلخيص"(٢/ ١٩٢): أن الحديث:
"أخرجه ابن خزيمة وابن حبان من حديث عبد الله بن زيد، ورواه أبو داود والنسائي من حديث أم عمارة الأنصارية".
وكذلك عزاه للنسائي: النووي (٢/ ١٩٠)، والعراقي في "التثريب"(٢/ ٩٠)، وحسناه!
وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي!
فوهما؛ فإن حبيبًا الأنصاري لم يخرج له مسلم شيئًا.
٨٥ - عن أنس قال:
كان النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يتوضأ بإناء يسع رطلين (وفي رواية: يتوضأ بمَكُّوك؛ ولم يذكر رطلين)، ويغتسل بالصاع.
(قلت: الرواية الثانية إسنادها صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاها