الحفظ؛ فالظاهر أن يزيد بن أبي زياد هو الذي كان يضطرب في رواية الحديث.
والصواب من ذلك رواية علي بن عاصم؛ فقد رواه هكذا محمد بن فضيل عن حصين عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ:
"يجزيء من الوضوء المد، ومن الجنابة الصاع".
فقال له رجل ... الحديث مثل رواية علي بن عاصم.
أخرجه الحاكم (١/ ١٦١)، والبيهقي (١/ ١٩٥)، وقال الحاكم:
"صحيح على شرط الشيخين"، ووافقه الذهبي. وهو كما قالا.
وفي "البخاري" و"النسائي" و"البيهقي" أيضًا بإسناد آخر؛ فيه اغتسال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بالصاع.
وبالجملة؛ فالحديث صحيح مرفوعًا إلى النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ من قوله ومن فعله؛ فكان يزيد بن أبي زياد يروي أحيانًا كله وأحيانًا بعضه. فمتابعة حصين -وهو ابن عبد الرحمن- له في الكل دليل على أنه قد حفظ (١).
وللحديث عن جابر من فعله - عليه السلام - طريق آخر: عند ابن ماجة، فيه الربيع بن بدر؛ وهو متروك.
٨٤ - عن أم عمارة:
أنّ النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ توضأ؛ فأُتي بإناء فيه ماء قَدْرَ ثلثي المُدِّ.
(قلت: إسناده صحيح، وصححه أبو زرعة، وحسنه النووي والعراقي).
(١) ثمّ رأيت الحافظ في "التلخيص" (١/ ١٩٠) يعزوه لأبي داود وابن ماجة وابن خزيمة. وقال: "وصححه ابن القطان".