أخرجه الدارقطني (١٢٢) عن ابن صاعد عنهم جميعًا: ثنا سفيان.
وأخرجه البيهقي (٢/ ٣٨) عن الزعفراني وحده.
قلت: فكل هؤلاء -وفيهم كبار الأئمة والحفاظ- لم يقولوا عن سفيان:"فصاعدًا"! فذلك يدل دلالة قاطعة على أن هذه الزيادة غير محفوظة عنه؛ فلا أدري ممن الوهم؟ أَمِنْ بعض رواة كتاب "السنن"؟ ! أم من المؤلف؟ ! أم من شيخيه: قتيبة بن سعيد وابن السرح؟ ! والاحتمال الأول هو الأقرب، ثم ... وثم ...
نعم؛ قد روى هذه الزيادة: معمر عن الزهري، وهي معروفة به:
أخرجه مسلم وأبو عوانة والنسائي، والبيهقي (٢/ ٣٧٤)، وأحمد (٤/ ٣٢٢) من طرق عن عبد الرزاق عنه. وقد أشار البخاري إلى أنها شاذة، فقال في "جزء القراءة"(ص ٤):
"وعامة الثقات لم تتابع معمرًا في قوله: "فصاعدًا"؛ مع أنه قد أثبت فاتحة الكتاب. وقوله: "فصاعدًا " غير معروف".
قلت: ومن هؤلاء الثقات الذين أشار إليهم البخاري: صالح بن كَيْسَان: عنده في "الجزء"(٣)، وكذا مسلم، وأبي عوانة، وأحمد (٤/ ٤٢١).
ويزيد بن يونس: عندهم جميعًا -ما عدا أحمد-، وعند البيهقي أيضًا (٢/ ٦١)، وكذا الدارمي (١/ ٢٨٣). وذهل الحافظ رحمه الله تعالى في "الفتح"؛ فلم يَعْزُ هذه الزيادة لمسلم؛ خلافًا لصنيعه في "التلخيص"، وقال: