وأبو هبيرة: اسمه يحيى بن عباد بن شيبان؛ وهو ثقة من رجال مسلم. وأعله المنذري في "مختصره" بابن لهيعة؛ فقال:
"في إسناده عبد الله بن لهيعة، وفيه مقال".
قلت: لكن الحديث له شواهد كثيرة، تدل على أن له أصلًا، فيرقى بها إلى درجة الحسن؛ بل الصحيح لغيره؛ فإن فيه الرفع في أربعة مواضع: عند تكبيرة الإحرام، وعند الركوع، وعند السجود، وعند القيام.
أما الموضعان الأولان: فقد وردا في حديث ابن عمر المتقدم (رقم ٧١٢ و ٧١٣)، وفي حديث وائل بن حجر (رقم ٧١٤ - ٧١٧)، وحديث أبي حميد الساعدي (رقم ٧٢٠) وغيرهما، كحديث علي الآتي برقم (٧٢٩).
وأما الرفع عند السجود: فورد في حديث مالك بن الحويرث بلفظ: وإذا سجد. وإسناده صحيح، كما تقدم بيانه عند الحديث (رقم ٧١٤)(ص ٣١١).
وفي بعض طرق حديث وائل بن حجر: أخرجه الدارقطني (١٠٩) بسند صحيح على شرط مسلم.
وأما الرفع عند القيام؛ فهو يشمل الرفع من السجدة، ومن التشهد.
أما الأول: فورد في حديث مالك المشار إليه بلفظ: إذا رفع رأسه من السجود؛ حتى يحاذي بهما فروع أذنيه.
وأما الآخر: ففي حديث ابن عمر الآتي بعد هذا بحديث.
ويشهد للحديث: الأحاديث الأخرى في الرفع مع كل تكبيرة، لكن في أسانيدها مقال، وقد أوردتها في "التعليقات الجياد على زاد المعاد"، لكن بعضها