عامر عن عبد الرحمن بن قيس عن يوسف بن ماهك عن أبي هريرة.
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم، فهو على شرطه. ولولا ما في صالح بن رستم من الكلام من قبل حفظه؛ لقلت -كما قال العراقي في "تخريج الإحياء"(١/ ١٣٠) -:
"سنده صحيح".
ثم استدركت فقلت: إنه ليس على شرط مسلم؛ لأن عبد الرحمن بن قيس هذا ظننت أولًا أنه أبو صالح الحنفي الكوفي -وهو من رجال مسلم-، ثم تيقنت أنه ليس به، بل هو أبو رَوْحٍ العَتَكِيُّ البصري، روى له المصنف هذا الحديث فقط؛ وقد روى عنه جماعة من الثِّقات، منهم يحيى القطان.
وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأخرج هو وشيخه ابن خزيمة حديثه هذا في "صحيحيهما" -كما في "التهذيب"-، وصححه الحاكم والذهبي كما يأتي. وأما قول المنذري في "مختصره"(رقم ٦٢٤):
"ويشبه أن يكون الزعفرانيَّ البصريَّ، كنيته أبو معاوية، ولا يحتج به"!
فغير سديد. قال الحافظ في "التهذيب". "وليس كما ظن؛ فإن الزعفراني يَصْغُرُ عن إدراك يوسف بن ماهك. وأيضًا؛ فقد ذكره ابن حبان في "الثقات". وأما الزعفراني؛ فواهي الحديث كما ترى". ولذلك قال العراقي -بعد أن صححه كما قلناه آنفًا-:
"وضعفه المنذري؛ وليس بجيد".
والحديث أخرجه الحاكم (١/ ٢٥٩) من طريق الحسن بن مُكْرَم: ثنا عثمان ابن عمر ... به.