قلت: يعني: بهذا اللفظ الصريح في رفعه إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ؛ وإلا فقد رواه غيره كما عرفت بنحوه.
وهذا إسناد حسن.
٦١١ - عن عدي بن ثابت الأنصاري:
حدثني رجل: أنه كان مع عمار بن ياسر بالمدائن، فأقيمت الصلاة، فتقدم عمار، وقام على دكان يصلي والناس أسفلَ منه، فتقدم حذيفة، فأخذ على يديه، فاتبعه عمار حتى أنزله حذيفة، فلما فرغ عمار من صلاته؛ قال له حذيفة: ألم تسمع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يقول:
"إذا أمّ الرجل القوم؛ فلا يَقُمْ في مكان أرفع من مقامهم"؛ أو نحو ذلك؟ قال عمار: لذلك اتَّبعتك حين أخذت على يَدَيّ.
(قلت: حديث حسن؛ إلا قوله أن الإمام كان عمار بن ياسر، وأن الذي جذبه كان حذيفة؛ فإنه منكر. والصواب: أن الإمام كان حذيفة، والذي جبذه كان أبا مسعود، كما في الحديث الأول. قال الحافظ:"وهو أقوى").
إسناده: حدثنا أحمد بن إبراهيم: ثنا حجاج عن ابن جريج: أخبرني أبو خالد عن عدي بن ثابت.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات؛ غير أبي خالد؛ قال الحافظ:
"يحتمل أن يكون هو الدالاني أو الواسطي. وقال الذهبي: لا يعرف"!
قلت: الواسطي: اسمه عمرو بن خالد؛ وهو متهم بالكذب، ويبعُد عندي أن يكون هو هذا؛ فإنه متأخر عنه.