وقوله:(لا تختلف واحدة عن الأخرى … ) إلى آخره: هذا باعتبار القراءة المشهورة: قراءة حفص عن عاصم، أمَّا باعتبار تعدد القراءات فالقراءات مختلفة في بعض الأحرف، وهذا لا يقدح في حفظ القرآن؛ لأن القراءات كلها مروية عن النبي ﷺ.
وقوله:(أمَّا القرآن فلم يَكِلْ حفظه لأحد سواه؛ بل تكفَّل هو بحفظه، كما قال تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (٩)﴾ [الحجر]): ومع ذلك فحفظ الله له إنما يكون بحفظ الأمة له أيضًا، فالله جعل لِما يريده أسبابًا، ولهذا قيَّض الله الصحابة أن يتلقوا القرآن من الرسول ويحفظونه حفظ الصدور، ثم هُدوا إلى جمعه وكتابته والاتفاق عليه، فحِفظ القرآن حصل بحفظ الله وبهداية الأمة لحفظه لفظًا وكتابة، فما فعله الصحابة من جمعه وكتابته هو مِنْ حِفظ الله له.