تعالى أن ينفع بهذا الكتاب كلَّ مَنْ يقرؤه أو يسمعه … ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد.
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه، والحمد لله رب العالمين.
[التعليق]
إنَّ هذا الفصل ختامٌ رائعٌ مناسبٌ لموضوع الكتاب، وهو التعريف بأن الإسلام هو الدين الحق لا غيره، وأنَّ مِنْ أوجب الواجبات على مَنْ مَنَّ الله عليه بالإسلام أن يدعو الكفار للدخول في الإسلام بحسب استطاعته علمًا وبيانًا، والتوجه بالدعوة إلى العقلاء من الناس الذين لهم عقولٌ يفكِّرون بها، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٣)﴾ [الرعد]، وفي آية أخرى: ﴿لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٤)﴾ [الرعد]، ولهذا خصَّ الشيخ ﵀ في خطابه الإنسان العاقل ذكرًا كان أو أنثى، ومن أعظم ما يُذكَر في الدعوة إلى الإسلام: بيانُ أنه أعظم سببٍ للسعادة في الدنيا والآخرة، والنجاة من عذاب الله، ولهذا نبَّه الشيخ على ذلك، ولا شك أن كلَّ عاقلٍ يطلب النجاة من الشقاء وأسبابه، فإذا علم الإنسان العاقل أنه لا سعادة له ولا نجاة من عذاب الله إلا بالدخول في الإسلام والعمل بشرائعه؛ بادر إلى ذلك ولم يتردد، ولكن يجب أن يُعلم أنَّ التوفيق لذلك راجعٌ إلى مشيئة الله وحكمته؛ فيجب على مَنْ منَّ الله عليه بالإسلام أن يسأل ربَّه الثبات عليه، ولهذا ختم الشيخُ كلامه بالدعاء على الثبات على هذا الدين الحق،