للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[التعليق]

المذهب: ما يختاره الإنسان لنفسه من طريقة أو رأي في دين أو عقيدة أو سلوك (١)، ولهذا قال الشيخ: إن مذهب المسلمين جميعًا هو الإسلام؛ لأنهم لا يختارون غيره من الأديان، وأمَّا المذاهب الأربعة المعروفة فهي نسبة إلى علماء أئمة اجتهدوا في مسائل الأحكام، وصارت لهم آراء، فتلقَّاها عنهم تلاميذهم، واشتهرت عنهم، وتكوَّن مذهبُ الإمام من مجموع آرائه فنُسب إليه، وكذلك نُسب إليه مَنْ أخذ بمذهبه؛ وهم أصحابه. والمذاهب المشهورة في مسائل الأحكام هي المذاهب الأربعة، فالأئمة وأصحابهم مختلفون في مسائل كثيرة، وسبب ذلك اختلاف الأفهام، واختلاف الاجتهاد، ولا يضرُّ ذلك الاختلاف ولا يقدح فيهم؛ لأنهم طالبون الحق، ولكنَّ المذموم هو التعصب الذي يقع كثيرًا من المقلدين لأصحاب تلك المذاهب، وكان الأئمة ينهون عن التعصب لآرائهم، ويوصون بالعمل بالدليل من الكتاب والسنة (٢)، وقد نبَّه الشيخ عمّا دخل على بعض أتباع الأئمة من مخالفات عقديةٍ أو بدع عملية، وأنه لا يجوز نسبة ذلك إلى الأئمة؛ فإن الأئمة الأربعة كلهم من


(١) ينظر: تاج العروس (٢/ ٤٥٠).
(٢) تنظر أقوالهم في: أصل صفة صلاة النبي للألباني (١/ ٢٣).

<<  <   >  >>