للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فمَن زعم أن أحدًا يسعه الخروج عن شريعة محمد ، وأنه يمكنه التدين لله والوصول إلى رضاه من غير طريق الرسول ، فهو كافر (١)؛ لأن هذا يناقض شهادة أن محمدًا رسول الله؛ لأنها تقتضي الإيمان بأنه رسول الله إلى الناس كافَّة، وأن أحدًا لا يسعه الخروج عن شريعته؛ إذ لا طريق إلى الله أبدًا منذ بعثه الله إلى أن تقوم الساعة إلا شريعته الخالدة المحفوظة، وقد سدَّ الله كل طريق إلى الجنة، فلا يفتح إلا من طريقه، قال : «والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحدٌ من هذه الأمة؛ يهوديٌّ ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أُرسلت به إلا كان من أصحاب النار» (٢).

قوله: (الإعراض عن دين الله، فمن أعرض عن الإسلام بعد تذكيره، لا يتعلمه ولا يعمل به كفر): لأن هذا الإعراض عن دين الإسلام علمًا وعملًا يناقض شهادة أن محمدًا رسول الله (٣)، فمن كان صادقًا في شهادته لا بدَّ أن يتعلم ما جاء به الرسول أو شيئًا منه، ويعمل به؛ فالإعراض التام يدل على كذبه في شهادة أن محمدًا رسول الله (٤).

قوله: (إنكار حكم من أحكام الإسلام المجمع عليها، ومثله لا يجهل ذلك): لأن ما أجمع عليه المسلمون إجماعًا قطعيًا هو مما عُلم


(١) ينظر: الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان (ص ١٩٥) وما بعدها، ومجموع الفتاوى (١١/ ٤٠١)، (١١/ ٥٣٩).
(٢) أخرجه مسلم (١٥٣) عن أبي هريرة .
(٣) ينظر: مدارج السالكين (١/ ٥٢١)، والدرر السنية (١٠/ ٤٧٢).
(٤) ينظر: شرح نواقض الإسلام لشيخنا (ص ٤٢).

<<  <   >  >>