الدين إلا به، ومنه ما هو فرض كفاية؛ كالعلم بأحكام المعاملات، وينبغي أن يُعلم أن هذا العلم -أعني العلم الشرعي- هو الذي كان يهتم به السلف الصالح من الصحابة والتابعين أعظم اهتمام لأنهم به يعرفون ربهم، ودينه، وما أعدَّ للعاملين من الجزاء يوم القيامة، ولذا كان هذا العلم مختصًّا بالمسلمين، وأما العلوم الدنيوية من الطب والصناعات فهي مشتركة بين المسلمين والكفار بل الكفار أمكن فيها لأن الدنيا أعظم همهم فلا يعملون إلا لها؛ كما قال تعالى: ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (٦) يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (٧)﴾ [الروم].
قوله:(فضل العالم على الجاهل): المعروف في الراوية: «فضل العالم على العابد»، والمراد بالعابد: العابد الجاهل.
* * *
ثانيًا: في العقيدة:
أمر الله سبحانه رسوله محمدًا ﵊ أن يعلن للناس جميعًا أنهم عبيد الله وحده، يجب عليهم أن يعبدوه وحده، وأمرهم أن يرتبطوا بالله مباشرة وبدون واسطة في عبادتهم له، كما تقدَّم بيان ذلك في معنى «لا إله إلا الله»، وأمرهم أن يتوكلوا على الله وحده، وأن لا يخافوا إلا منه ولا يرجوا إلا هو وحده؛ لأنه وحده النافع الضار، وأن