ولم يعد، قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (١٢٨)﴾ [النحل].
[التعليق]
تضمَّن هذا الفصل ذِكر أركان الإيمان: الإيمان بالله وملائكته، وبما أنه قد تكلَّم عما يتعلق بالإيمان بالله؛ بدأ بذكر الإيمان بالملائكة والكتب والرسل والبعث بعد الموت وبالقدر، وبيَّن أنه يجب الإيمان بذلك كله، فالإيمان بملائكة الله وهم مِنْ عالم الغيب، ويشمل: الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله عن الملائكة من أسمائهم وصفاتهم وأصنافهم وأعمالهم، والإيمان بجميع الرسل من أولهم إلى آخرهم، وهو على وجهين مجمل ومفصَّل:
فالمجمل هو الإيمان بجميع رسل الله مَنْ علمنا منهم، ومن لم نعلم؛ قال تعالى: ﴿وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا (١٦٤)﴾ [النساء]، فنؤمن بأن الله أرسل رسلًا إلى العباد ليأمروهم بعبادته وحده لا شريك له، وينهَوهم عن الشرك به.
والمفصَّل هو الإيمان بمن قص الله علينا أنباءهم، وما جرى لهم مع أممهم، وفي ذلك تثبيت لقلب النبي والمؤمنين؛ قال تعالى: ﴿وَكُلًّا نَقُصُّ