للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوله: (ويتذكرون يوم يبعثهم الله جميعًا ويحشرهم في صعيد واحد للحساب، فيستعدون لما بعد الموت بطاعة الله تعالى): يشهد لهذا قوله تعالى في آخر آيات الحج في سورة البقرة: ﴿وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٢٠٣)[البقرة]، فذكّر بأمر الحشر في يوم القيامة في ختام آيات الحج، وهذا شاهد لهذا الاستنباط الذي ذكره الشيخ .

قوله: (أما الكعبة نفسها وتلك الأماكن وجميع المخلوقات فإنها لا تُعبد، ولا تنفع ولا تضر): كما قال عمر في الحجر: إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت النبي يُقَبِّلك ما قبَّلتك (١)، ولهذا من الإلحاد قول مَنْ يقول: إنَّ شعائر الحج من نوع الوثنية وأنَّه شُرِعَ للعرب الطواف بالبيت وتعظيمه وما إلى ذلك، من جنس ما يعظمونه من الأبنية والأشجار والأحجار، وهذا إلحاد في الدين وكفر بالله العظيم.

قوله: (ولو لم يأمر الله بحج البيت لما صح للمسلم أن يحج … ) إلى آخره: لأن أَمْرَ اللهِ ورسولِه هو الأصل الأول في كون العمل عبادة فلا عبادة إلا بأمْر، وما أمَر الله به هو ما شرعه لعباده، وهو دينه الذي لا يرضى غيره، ولهذا شرطُ العمل الصالح، وشرطُ قبوله موافقة أمر الله


(١) أخرجه البخاري (١٥٩٧)، ومسلم (١٢٧٠).

<<  <   >  >>