٣٢]، وقال تعالى: ﴿وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى (٥٣) كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى (٥٤)﴾ [طه]، فأنعم الله على عباده بجميع النعم الدينية والدنيوية؛ ولهذا قال تعالى: ﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾ [النحل: ٥٣]، فله الحمد والشكر، والله أعلم.
* * *
اثنا عشر: في بيان الأعداء الخَفِيِّين وطريق الخلاص منهم:
بيَّن الله سبحانه في القرآن الكريم لعبده المسلم أنَّ له أعداء تجره إلى الهلاك في الدنيا والآخرة إذا انقاد لها واتبعها، فحذره إياها، وبيَّن له طريق الخلاص منها، وهؤلاء الأعداء:
أولهم: الشيطان اللعين: الذي يدفع بقية الأعداء ويحركها ضد الإنسان، فهو عدو أبينا آدم، وأُمِّنا حواء، الذي أخرجهما من الجنة، وهو العدو الدائم لذرية آدم إلى نهاية الدنيا، يعمل جاهدًا على إيقاعهم في الكفر بالله حتى يخلِّدهم الله معه في النار -والعياذ بالله- ومَن عجز عن إيقاعه في الكفر عمل على إيقاعه في المعاصي التي تعرِّضه لغضب الله وعذابه.
والشيطان روحٌ يجري من الإنسان مجرى الدم، يوسوس في صدره، ويزين له الشر حتى يوقعه فيه إذا أطاعه. وطريق الخلاص منه كما بينه الله سبحانه هو أن يقول المسلم إذا غضب أو همَّ بارتكاب معصية: