للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البرهان العاشر: البركة، وهي التكاثر في بعض المخلوقات؛ كالغنم، وعكس البركة: الفشل؛ كما في الكلاب والقطط.

[التعليق]

قوله: (البرهان الثامن: ينزِّل الله المطر على الأرض الميتة … ) إلى آخره: هذا يؤكد ما سبق: أنَّ كل هذه البراهين راجعة إلى البرهان الأول؛ أي: إن كل برهان منها جزء من البرهان الأول؛ وهو الاستدلال بالخلق على الخالق، ومن ذلك آية المطر: ﴿وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجِ بَهِيجٍ (٥)[الحج]، فالأرض القاحلة الميتة المغبرَّة ينزل الله عليها المطر؛ فتبتهج وتكتسي بأنواع النبات، قال تعالى: ﴿فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (١٩)[المؤمنون].

والتنبيه على هذا في القرآن كثير؛ كما قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (١٠) يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (١١)[النحل]، فالشأن في التفكُّر بالعقل.

قوله: (البرهان التاسع: الفطرة التي فطر الله الناس عليها … ) إلى آخره: البرهان التاسع: الفطرة التي فُطر عليها الإنسان، فالإنسان مفطور ومركوز في فطرته وعقله أنَّه لا بدَّ له من خالق، فلا يمكنه إن استعمل فكره وفطرته إلا أن يُقرَّ بأنَّ له خالقًا، فلو قيل له: إنك لست بشيء، بل

<<  <   >  >>