إذا عرفت -أيها العاقل- أنَّ الله هو ربك الذي خلقك، وأنه سوف يبعثك ليجازيك على عملك، فاعلم أنَّ الله أرسل إليك وإلى جميع الناس رسولًا، أمرك بطاعته واتباعه، وأخبر أنه لا سبيل لمعرفة العبادة الصحيحة له إلا باتباع هذا الرسول، وعبادة الله بشريعته، التي أرسله بها.
وهذا الرسول الكريم، الذي يجب على جميع الناس الإيمان به واتباعه هو خاتم المرسلين، ورسول الله إلى الناس جميعًا محمد النبي الأمي، الذي بشَّر به موسى وعيسى في أكثر من أربعين موضعًا في التوراة والإنجيل، يقرؤها اليهود والنصارى قبل أن يتلاعبوا بهذين الكتابين ويحرِّفوهما (١).
(١) قال المصنف ﵀ في الحاشية: «انظر البشارات بمحمد ﷺ كما وردت في التوراة والإنجيل في كتاب: «الجواب الصحيح لمن بدَّل دين المسيح» ج «١» لشيخ الإسلام أحمد ابن تيمية، وانظر كتاب: «هداية الحيارى» للعلامة محمد ابن القيم، وانظر كتاب: «السيرة النبوية» لابن هشام، وانظر: معجزات النبوة في «تاريخ ابن كثير» وغيره».