للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإنَّ الله أوجده لحكمة بيَّنها في القرآن، ويعرفها العلماء بشريعة الله كلٌّ على قدر علمه، وحتى اختلاف الأعمار والأرزاق والأحداث والمصائب، كل ذلك يجري بإذن الله؛ ليختبر عباده العقلاء، فمن رضي بقدر الله واستسلم له واجتهد في العمل الذي يرضيه فله الرضا من الله، والسعادة في الدنيا والآخرة بعد الموت، ومن لم يرض بتقدير الله، ولم يسلِّم له ولم يطعه فله من الله السخط، وله الشقاء في الدنيا والآخرة، نسأل الله رضاه، ونعوذ به من سخطه.

[التعليق]

انتهى المؤلف من ذكر ما يتعلق بمعرفة الله ومعرفة حقه على عباده، فالله تعالى الذي خلقنا وخلق كلَّ شيءٍ له حقٌّ على العباد، وحقه على عباده كما قال النبي لمعاذ: «حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا» (١)، وليت الشيخ ذكر هذا الحديث لأنه في صميم الموضوع (٢)، والآية تدل على أنَّ العبادة هي الغاية؛ أي: الحكمة من خلق الثقلين: الجن والإنس، فنُسأل: لمَ خلق الله الجن والإنس؟ فنقول: خلقهم ليعبدوه وحده لا شريك له، قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (٥٦)﴾، وهذا أسلوب حصر، وهذه هي الحكمة من إرسال الرسل وإنزال


(١) أخرجه البخاري (٢٨٥٦)، ومسلم (٣٠).
(٢) ينظر تعليق شيخنا حفظه الله عليه في: الكشف عن مقاصد أبواب ومسائل كتاب التوحيد لشيخنا (ص ٢٧).

<<  <   >  >>