للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقصة الإسراء والمعراج مشهورة في القرآن وأحاديث الرسول وكُتب التاريخ.

[التعليق]

لما ذكر البراهين على وجود الله وربوبيته وإلهيته شرع في ذكر أسمائه تعالى وصفاته، فذكر بعض أسمائه المتضمنة لوجوده أزلًا وأبدًا ك «الأول» و «الآخر»؛ فقال: (الأوَّل بلا بداية) كما قال الطحاوي: «قديم بلا ابتداء» (١)، ولو قال الشيخ: «هو الأوَّل فليس قبله شيء» كان أولى ليوافق قوله : «اللهم أنت الأوَّل فليس قبلك شيء» (٢)، فالرسول ذكر الاسم، وذكر معناه.

وقوله: (وحيٌّ دائم، لا يموت ولا ينتهي): تعبير عن اسمه «الآخر»، ولو قال: «وهو الآخر فليس بعده شيء» كان أولى؛ كما قال الرسول (٣).

وذكر من أسمائه ما يدل على كماله؛ مثل اسمه «الغني»؛ فإنه يدل على غناه عن كل ما سواه، فلا افتقار فيه إلى شيء لا في وجوده ولا في صفاته ولا أفعاله، فإنه خالق وليس بمخلوق، وقادر على كل شيء، وما له مُعِينٌ في شيء من أفعاله، وذلك لكمال غناه.


(١) الطحاوية بشرح شيخنا (ص ٣٩).
(٢) أخرجه مسلم (٢٧١٣) عن أبي هريرة .
(٣) وهو تتمة الحديث السابق.

<<  <   >  >>