جميع المسلمين على مذهب واحد وهو الإسلام، ومرجعهم هو القرآن وحديث الرسول، وأما ما يُسمَّى بالمذاهب الإسلامية؛ كالمذاهب الأربعة: الحنبلي والمالكي والشافعي والحنفي؛ فإنما يُعنى بها مدارس الفقه الإسلامي التي درَّس هؤلاء العلماء تلاميذهم فيها، وكَتب تلاميذ كل عالم القواعد والمسائل التي استنبطها من آيات القرآن وأحاديث الرسول، فنُسبت هذه المسائل إليه، وسُميت مذهبًا له فيما بعد، فهي متفقة في أصول الإسلام، ومرجعها كلها القرآن، وأحاديث الرسول، وما وُجد بينها من اختلاف فهو في مسائل فرعية نادرة، أَمر كلُّ عالم تلاميذه أن يأخذوا فيها بالقول الذي يدعمه النص من القرآن أو الحديث، ولو كان قائله غيره.
وليس المسلم ملزمًا بواحد منها، وإنما هو ملزم بالرجوع إلى القرآن والحديث، وأما ما يقع فيه الكثير ممن ينتسبون إلى تلك المذاهب من انحراف في العقيدة بما يفعلونه عند القبور من الطواف بها، والاستعانة بأهلها، وما يقعون فيه من تأويل صفات الله، وصرفها عن معانيها الظاهرة، فإنَّ هؤلاء مخالفون لأئمة مذاهبهم في العقيدة؛ لأنَّ عقيدة الأئمة هي عقيدة السلف الصالح التي تقدم ذكرها في الفرقة الناجية.