للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والملاحم» في كتب الحديث، وهذه المعجزات شبيهة بمعجزات الأنبياء قبله، ولكن الله اختصه بمعجزة عقلية باقية على صفحات الدهر إلى نهاية الدنيا؛ لم يعطها الله لغيره من الأنبياء، وهي: القرآن العظيم (كلام الله)، الذي تكفَّل الله بحفظه، فلا تستطيع يد التحريف أن تمتد إليه، ولو حاول أحد تغيير حرف منه لانكشف، فها هي مئات ملايين النسخ من القرآن بأيدي المسلمين لا تختلف واحدة عن الأخرى، ولا بحرف واحد، أما نُسخ التوراة والإنجيل فهي متعددة يختلف بعضها عن بعض؛ لأنَّ اليهود والنصارى تلاعبوا بهما وحرَّفوهما لما وكَّل الله إليهم حفظهما، أما القرآن فلم يَكِلْ حفظه لأحد سواه؛ بل تكفَّل هو بحفظه، كما قال تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (٩)[الحجر].

[التعليق]

معجزات الرسول هي الأدلة الدالة على صِدقه؛ وهي الخوارق الدالة على صِدق الرسول، ويُسمِّيها المتكلمون المعجزات، وشيخ الإسلام يقول: اللفظ الشرعي هو البراهين والآيات والبينات (١)، قال تعالى: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ﴾ [الحديد: ٢٥]، وقال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (١٧٤)[النساء]، وقوله تعالى في آيتي موسى: العصا واليد: ﴿فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ﴾ [القصص: ٣٢]، وقال


(١) ينظر: النبوات (١/ ٢١٥)، (٢/ ٨٢٨)، والجواب الصحيح (٥/ ٤١٢ - ٤١٩).

<<  <   >  >>