أ-حرية العقيدة: أعطى الله تعالى في دين الإسلام لمن يدخل تحت حكمه من غير المسلمين حرية العقيدة بعدما يتم بيان الإسلام له، وبعدما يُدعى إليه، فإن اختار الإسلامَ ففيه سعادته ونجاته، وإن اختار البقاء على دينه فقد اختار لنفسه الكفر والشقاء والعذاب في النار، ويكون بهذا قد قامت عليه الحجة وليس له عذر أمام الله تعالى، وحينئذ يتركه المسلمون على عقيدته على شرط أن يدفع الجزية عن يد وهو صاغر، ويخضع لأحكام الإسلام، ولا يتظاهر بشعائر كفره أمام المسلمين.
أما المسلم فلا يُقبل منه بعد الدخول في الإسلام الردةُ عنه، فلو ارتد فإنما جزاؤه القتل، وذلك لأنه قد أصبح بردته عن الحق بعد معرفته غير صالح للبقاء، إلا أن يتوب إلى الله تعالى ويرجع إلى الإسلام، وإن كانت ردته بارتكاب ناقض من نواقض الإسلام فيتوب من ذلك الناقض بتركه وبغضه واستغفاره الله تعالى.
ونواقض الإسلام كثيرة؛ أشهرها:
١. الشرك بالله تعالى: وهو أن يجعل العبد مع الله إلهًا آخر، ولو باتخاذه واسطة بينه وبين الله يدعوه ويُقرِّب له، سواء اعترف بألوهيته اسمًا ومعنى؛ لمعرفته بمعنى الإله والعبادة -كمشركي الجاهلية الذين عبدوا أصنامًا ترمز لأناس صالحين بغية شفاعتهم- أم لم يعترف بأنه