الناس، والله تعالى هو المعلِّم للعباد كل ما يعلمون من علوم الدين والدنيا، ولهذا امتن الله على الإنسان بتعليمه، ومن ذلك علم الكتابة؛ فقال تعالى: ﴿عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (٥)﴾ [العلق]؛ فجزى الله الشيخ على هذا البيان والتفصيل أحسن الجزاء.
قوله:(حرية المأوى: وأعطى الله تعالى للمسلم حرية المأوى … ) إلى آخره: حرية المأوى يريد: المنزل، يعني: الإنسان يختص بمنزله ولا سبيل لأحد إلى دخوله إلا بإذنه، حتى ولا ينظر فيه إلا بإذنه.
قوله:(حرية الكسب: وأعطى الله للمسلم حرية الكسب والإنفاق في حدود ما شرع له … ) إلى آخره: الإنسان ليس حرًّا في كسب المال ولا في صرفه؛ بل هو مقيَّد بحكم الله وشرعه، فلا يحل للإنسان أن يكسب المال إلا من حله ومِن طُرُقِه المأذون فيها شرعًا، ولا يحل له كذلك الصرف إلا في المأذون له الصرف فيه؛ فالإنسان مقيَّد في أخذ المال وإعطائه بشرع الله، وهذا راجع إلى أنَّ الإنسان ليس حرًّا بإطلاق؛ بل هو عبد لله، يجب أن يتقيد بحكم الله وشرعه في جميع أموره: في أخذه وعطائه وقوله وفعله؛ لأنه عبد، فهذه العبودية لله لازمة للإنسان في جميع تصرفاته، فلا يتصرف إلا بإذن سيده وهو الله، إذن؛ فليس هناك حرية اعتقاد ولا حرية كلمة، فليس للإنسان أن يتكلم بما شاء.