للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأخبر الله في آية أخرى أنه إذا بعث المكذبين بالبعث والنار عذبهم في نار جهنم، وقيل لهم: ﴿ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (٢٠)[السجدة].

[التعليق]

هذا هو الأصل الخامس من أصول الإيمان: وهو الإيمان بالبعث بعد الموت، ويعبَّر عنه بالإيمان باليوم الآخر، فإنه لا يوم بعده فهو يومٌ مستمرٌّ على أهل الجنة والنار، والإيمان باليوم الآخر يدخل فيه الإيمان بكل ما يكون بعد الموت؛ كأحوال أهل القبور من فتنة القبر وعذابه ونعيمه، كله داخل في حكم الإيمان باليوم الآخر، لأنَّ دار البرزخ هي تابعة لدار الجزاء، فالدور ثلاث: دار الدنيا وهي دار العمل والابتلاء، ودار البرزخ وهي ما بين الموت والبعث ويلقى فيها المكلَّفون شيئًا من جزاء أعمالهم خيرًا أو شرًّا (١).

فممَّا يجب الإيمان به ما أخبر الله به ورسوله مما يكون بعد الموت وقبل البعث؛ فالقيامة قيامتان: القيامة الكبرى: وهي البعث بعد الموت التي يقوم فيها جميع الأولين والآخرين لرب العالمين، قال تعالى: ﴿أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (٤) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (٥) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (٦)[المطففين]،


(١) ينظر: توضيح مقاصد العقيدة الواسطية لشيخنا (ص ١٩٩).

<<  <   >  >>