﷾، وهذا أعظم مُعِين على فعل الواجبات وترك المحرمات، فهذا معنى جدير، ينبغي للمسلم أن يستحضره ويتذكر أنَّ الله يسمع كلامه ويرى مكانه ويعلم ما يخطر بقلبه، ولهذا لما نزل قوله تعالى: ﴿وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ﴾ [البقرة: ٢٨٥]؛ شقَّ ذلك على الصحابة وقالوا: أُمرنا بما نطيق الصلاة والزكاة، وهذه الآية لا نطيقها (١)، لأنه يخطر ببال الإنسان أمور لا يستطيع دفعها، ولكن الله قال: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ [البقرة: ٢٨٥]، هذا وقد ذكر الشيخ مِنْ الزواجر عن المعاصي: إقامة الحدود التي بينها الله في كتابه، وبينها الرسول، ولكن ذلك مَنُوطٌ بولي الأمر، وأما غيره فالواجب عليه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإذا قام الجميع بما أوجب الله عليهم: اندحر الشر، واستقام المجتمع، وعمَّ الخير، والأمر لله من قبل ومن بعد.
* * *
خامسًا: في التكافل والتعاون الاجتماعي:
أمر الله المسلمين بالتعاون فيما بينهم ماديًّا ومعنويًّا، كما تقدَّم بيان ذلك في باب الزكاة والصدقات، وحرَّم الله تعالى على المسلم أن يؤذي الناس بأي نوع من أنواع الأذى، حتى الأذى في الطريق حرَّمه