ثقة صدوق.
أقول: فهو وإن كان ثقة كما رأيت، فقد خالفه في إسناده من هو أوثق منه وأحفظ
، فقال النسائي عقب روايته السابقة:
" أخبرنا عمرو بن زرارة قال: أنبأنا إسماعيل، قال: حدثنا يونس بن عبيد
عن جرير بن يزيد عن أبي زرعة قال: قال أبو هريرة: إقامة حد ... ".
فعمرو بن زرارة هذا هو ابن واقد النيسابوري المقرىء الحافظ، وقد اتفقوا على
وصفه بأنه ثقة، بل قال فيه محمد بن عبد الوهاب (وهو ابن حبيب النيسابوري
الثقة العارف) : ثقة ثقة. فهو بلا شك أوثق من ابن قدامة الذي قيل فيه:
" لا بأس به "، " صدوق "، ولذلك احتج به الشيخان بخلاف المذكور، وقد خالفه
فى موضعين:
الأول: أنه أوقفه على أبي هريرة، وذاك رفعه.
والآخر: أنه سمى شيخ يونس بن عبيد جرير بن زيد. وذاك سماه عمرو ابن سعيد
وهذا ثقة، والذي قبله ضعيف كما سبق، وإذا اختلفا في تسميته فالراجح رواية
ابن زرارة لأنه أوثق من مخالفه، وإذا كان كذلك فقد رجعت هذه الرواية إلى أنها
من الوجه الأول، وهو ضعيف كما عرفت.
ثم رأيت لابن زرارة متابعا وهو الحسن بن محمد الزعفراني، رواه عنه المحاملي
في " الأمالي " (١ / ٧٢ / ١) .
نعم الحديث حسن لغيره فإن له شاهدا من حديث ابن عباس مرفوعا بلفظ:
" حد يقام في الأرض أزكى فيها من مطر أربعين يوما ".
أخرجه سمويه في " الفوائد " والطبراني في " الكبير " والأوسط بإسناد.
قال المنذري والعراقي: