وبالجملة، فالحديث حسن بمجموع طريقيه الموقوفين، إن لم يصح رفع
الآخر منهما وبخاصة أن الحافظ قد ذكر له شاهدا مرفوعا من حديث أبي بكرة وسكت
عنه وهو في الغالب لا يسكت إلا عما هو حسن عنده على الأقل، لكن القلب لم
يطمئن له، فقد رأيت الهيثمي قد قال فيه (١١ / ١٨٣) : " رواه الطبراني وفيه
الحكم بن ظهير وهو متروك ". والله سبحانه وتعالى أعلم.
٢٢٠٨ - " الذي لا ينام حتى يوتر حازم ".
أخرجه أحمد (١ / ١٧٠) عن ابن إسحاق حدثني محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن
الحصين أنه حدث عن سعد بن أبي وقاص: " أنه كان يصلي العشاء الآخرة في مسجد
رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يوتر بواحدة لا يزيد عليها، فيقال له:
أتوتر بواحدة لا تزيد عليها يا أبا إسحاق؟ فيقول نعم، إني سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول: " فذكره. قلت: ورجاله ثقات، غير ابن الحصين هذا،
فأورده ابن أبي حاتم (٣ / ٢ / ٣١٧) من رواية ابن إسحاق فقط عنه ولم يذكر فيه
جرحا ولا تعديلا وذكره ابن حبان في " الثقات " على ما قال الحافظ في "
التعجيل " ولكني لم أره في التابعين منهم في النسخة المطبوعة في الهند.
والله أعلم. ثم رأيته أورده في " أتباع التابعين " (٧ / ٤١٣) وقال: " روى
عنه محمد بن إسحاق وكان صواما قواما ". إلا أن الحديث صحيح، له شواهد من
حديث أبي قتادة وابن عمر وعقبة بن