ضعفه أحمد وجماعة، وقال أبو
حاتم محله الصدق، وقال البخاري: مقارب الحديث ". ووجه التأييد أنه ليس في
إسناد الطبراني في " الأوسط " يزيد بن سنان فهو في إسناد معجمه الكبير، فينتج
أن إسناده غير إسناد " الأوسط ". وأنه لم يتفرد به الشاذكوني. والله أعلم.
والحديث صحيح على كل حال، فإن له شواهد عديدة من حديث أبي هريرة عند مسلم
وأبي عوانة وغيرهما، وابن أم مكتوم الأعمى وهو صاحب القصة من طرق عنه عند
أبي داود وغيره، وهو مخرج في " صحيح أبي داود " (٥٦١) .
١٣٥٥ - " إذا سمعتم بجيش قد خسف به قريبا، فقد أظلت الساعة ".
أخرجه أحمد (٦ / ٣٧٨) والحميدي (٣٥١) قالا - والسياق للحميدي - حدثنا
سفيان قال: حدثنا محمد بن إسحاق أنه سمع محمد بن إبراهيم التيمي يحدث عن
بقيرة امرأة القعقاع بن أبي حدرد الأسلمي قالت: " سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم على المنبر يقول: يا هؤلاء! إذا سمعتم ... ".
قلت: وهذا إسناد حسن رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن إسحاق وهو حسن الحديث
إذا أمنا تدليسه كما هنا فقد صرح بالتحديث وذلك من فوائد الحميدي رحمه الله
دون أحمد، ولذلك أعله الهيثمي بالعنعنة، فقال المناوي في شرحه على " جامع
السيوطي ": " وقد رمز لحسنه، وهو كما قال، إذ غاية ما فيه أن فيه ابن
إسحاق، وهو ثقة لكنه مدلس، قال الهيثمي: وبقية رجال إسنادي أحمد رجال
الصحيح ".
قلت: ومن الغريب قوله: " وهو كما قال.... "، فإن عنعنة من عرف بالتدليس
علة في الحديث تمنع من القول بحسنه كما لا يخفى على العارفين بهذا العلم الشريف
. وسفيان هو ابن عيينة، وقد تابعه سلمة بن الفضل عن أحمد.