وبعد الاطلاع على حال هؤلاء الرواة الثلاثة؛ نستطيع أن نتوصل إلى القول
بأن هذا الإسناد حسن لذاته؛ صحيح بغيره. والله ولي التوفيق. *
٣٠٤٥- (رَشَّ على قَبْرِ ابنِهِ إبراهيمَ [الماء] ) .
أخرجه أبو داود في "المراسيل "(٣٠٤/ ٤٢٤) ، ومن طريقه: البيهقي في "السنن "(٣/٣١١) من طريقين عن عبد العزيز بن محمد عن عبد الله بن محمد - يعني ابن عمر- عن أبيه مرسلاً.
وأبوه- هو محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب- صدوق من أتباع التابعين. لكن قد جاء موصولاً بإسناد آخر لعبد العزيز بن محمد، فقال الطبراني في "المعجم الأوسط "(٢/ ٨٠/ ١/٦٢٨٢) : حدثنا محمد بن زهير الأبلي؛ قال: نا أحمد بن عبدة الضبي قال: نا عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً به. وقال:
((لم يروه عن هشام بن عروة إلا الدراوردي؛ تفرد به أحمد بن عبدة)) .
قلت: وهو ثقة من شيوخ مسلم، وكذلك من فوقه كلهم ثقات من رجاله، فالإسناد صحيح إذا كان محمد بن زهير الأبلي قد توبع كما يشعر بذلك قول الطبراني المذكور، وإلا فهو حسن؛ لأن الأبلي هذا فيه كلام؛ قال الذهبي في
((الميزان)) :
"قال الدارقطني: أخطأ في أحاديث، ما به بأس. وقال ابن غلام الزهري: اختلط قبل موته بسنتين، مات سنة ثمان عشرة وثلاث مئة، أدخل عليه شخص حراني حديثاً)) .