الحديث، وأن هؤلاء مجمعون على اتباع السلف في الإيمان بحقائق الصفات الإلهية اللائقة به تبارك وتعالى: إثبات بلا تمثيل، وتنزيه بلا تعطيل:(ليس
كمثله شيء وهو السميع البصير) [الشورى: ١١] .
واعلم أن الشك المذكور في الحديث- بين الضحك والعجب- لا يضر في ثبوتهما، لأن كلاً منهما قد جاء فيها أحاديث كثيرة في سياقات متعددة في كتب السنة، وبخاصة منها كتب التوحيد والعقيدة، مثل "السنة" لابن أبي عاصم،
و" التوحيد" لا بن خزيمة، و"الشريعة " للآجري، وقد خرجت بعضها في "ظلال الجنة"(٥٦٩-٥٧٣) ، و"الصحيحة"(٧٥٥ و ١٠٧٤ و ٣١٢٩) ، و"صحيح أبي
داود " (٢٤٠١) وغيرها. *
٣٢٧٣- (ما مِن رَجُلينِ تحابّا في الله بظهرِ الغيبِ؛ إلا كان أحبُّهُما
إلى اللهِ أشدَّهما حُبّاً لصاحبِه) .
أخرجه الطبراني في"المعجم الأوسط"(٢/٢١/٢/٥٤١٢)(٦/١٣٤/٥٢٧٥- ط) : حدثنا محمد بن أحمد بن البراء قال: ثنا المعافى بن سليمان قال: ثنا موسى بن أعين عن جعفر بن بُرقان عن محمد بن سُوقة عن طلحة بن عبيد الله بن كريز- وكان جليس أم الدرداء- يرفع الحديث إلى أم الدرداء، ترفعه أم الدرداء إلى أبي الدرداء، يرفعه أبو الدرداء ... فذكره. وقال:
"لم يروه عن جعفر بن برقان إلا موسى بن أعين ".
قلت: وكلاهما ثقة من رجال "الصحيح "، وكذا سائر الرواة، وهم من رجال "التهذيب "؛ غير محمد بن أحمد بن البراء، وهو من ثقات شيوخ الطبراني. وقال المنذري في "الترغيب "(٤/ ٤٦) :