يسمع من عائشة قاله أبو حاتم كما في "المراسيل" لولده عبد الرحمن. اهـ
وأما الترمذي رحمه الله (ج١ص٢١٥ بتحقيق أحمد شاكر) فحسنه، وكذا الحاكم (ج١ص٢٥١) قال صحيح على شرط مسلم، ولكنه اتبعه بالحديث المتقدم الذي هو عن سعيد - يعني ابن أبي عروبة، كما قاله أبو داود عن قتادة، عن الحسن فذكر الحديث مرسلاً. اهـ
وقد مر بك أن في رواية حماد بن سلمة عن قتادة خطاً كثيراً، وأم سعيد بن أبي عروبة فهو ثالثة ثلاثة الذين هم أثبت الناس في قتادة. ولانطيل عليك البحث فلكل فن اهله.
وإليك ما قاله الدارقطني في "العلل" كما في "نصب الراية"(ج١ص٢٩٦) قال رحمه الله بعد ذكره الحديث: يرويه قتادة عن محمد بن سيرين عن صفية بنت الحارث عن محمد عائشة، واختلف فيه على قتادة، فرواه حماد بن سلمة عن قتادة هكذا، مسنداً مرفوعاً عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ.
وخالفه شعبة، وسعيد بن بشير (١) ، فروياه عن قتادة موقوفاً، ورواه أيوب السخيتاني. وهشام بن حسان عن ابن سيرين مرسلاً عن عائشة، أنها نزلت على صفية بنت الحارث حدثتهما بذلك، ورفعا الحديث، وقول أيوب. وهشام أشبه بالصواب، انتهى كلام الدارقطني. وقال الحافظ في "التلخيص الحبير"(ج١ص٥٠٥) وأعله الدارقطني بالوقف وقال: إن وقفه أشبه وأعله الحاكم بالإرسال. اهـ
هذا وأما ما جاء في "المحلى"(ج١ص١٠٣) من طريق عفان بن مسلم، ثنا حماد بن زيد، ثنا قتادة به، فلا أراه إلا غلطاً مطبعياً، أو وهماً من بعض الرواة، أكبر برهان على هذا أن ابن حزم رحمه الله رواه من طريق أبي سعيد بن الأعرابي, والشيخ الألباني حفظه الله قد رواه في "الإرواء"(ج١ص٢١٤) وذكر من الرواة ابن الأعرابي وفيه حماد بن
(١) في الأصل بسر, بعد الباء سين مهملة. ثم بعدها راء مهملة أيضاً. ولعل الصواب ما أثبتناه.