كذا قال الترمذي رحمه الله وظاهره أنه حسن بهذا الإسناد، ولكن في "تهذيب التهذيب" في ترجمة عبد الله بن بريدة وقال الدارقطني في كتاب النكاح من "السنن": لم يسمع من عائشة. وقد رواه النسائي في "عمل اليوم والليلة" ص (٥٠٠) من حديث سليمان بن بريدة عن عائشة وما أظن سليمان سمع من عائشة فإني لم أجد له في "تحفة الأشراف" إلا هذا ولم يصرح بالتحديث، ثم إنه قد اختلف فيه على سفيان كما في "عمل اليوم والليلة" للنسائي ويكفي للحديث أنه لا يعلم سماع سليمان من عائشة وقد جاء الحديث موقوفاً على عائشة وفيه عبد الله بن جبير وكان شريك مسروق على السلسلة مسروق والراوي لهذا الأثر لم أجد له ترجمة.
٤٩٤- قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج١ص١٦٨) : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قَبَّلَ بَعْضَ نِسَائِهِ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ قُلْتُ مَا هِيَ إِلَّا أَنْتِ فَضَحِكَتْ
هذا الحديث إذا نظرت إليه وجدت رجاله رجال الصحيح، ولكن الإمام الترمذي رحمه الله تعالى يقول (ج١ص٢٨٤) : وإنما ترك أصحابنا حديث عائشة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ في هذا لأنه لا يصح عند هم لحمال الإسناد.
قال: سمعت أبا بكر العطار البصري يذكر عن علي بن المديني قال: ضعف يحي بن سعيد القطان هذا الحديث جدا. وقال: شبه لاشيء.
قال: سمعت محمد بن إسماعيل يضعف هذا الحديث وقال: حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة. وقد روى عن إبراهيم التيمي سماعاً من عائشة أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ قبلها ولم يتوضأ. ولا يصح أيضاً ولا نعرف لإبراهيم التيمي سماعا من عائشة.
وليس يصح عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ في هذا الباب شيء. اهـ